إن الله سبحانه وتعالى خلق الداء وخلق الدواء، وجعل في كثير من الأعشاب الدواء لكثير من الأمراض رحمة بالبشرية وتخفيفا عنها... والمتتبع للهدى النبوي في طب الأبدان يجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما كان ينصح بالتداوى ببعض الأعشاب أو الثمار أو البذور لأمراض معينة. وإذا كان الأقدمون قد تعرفوا على هذه الأشياء بإلهام الله لهم فلأن الناس كانوا على أصل فطرتهم المتصفة بالنقاء والصفاء والتي فسدت بمرور الزمن. والآن تعال معي عزيزي القارئ لنقتطف زهرة من هذا البستان المملوء بالورود والرياحين لنعلم مدى صدق هذا الكلام وفائدته الطبية. العرقسوس كان هذا النبات يستخدم في قديم الزمان ضمن الوصفات الشعبية المتداولة بين العامة دون الوقوف على الأسس والفوائد الطبية له ولا يزال حتى الآن مشروباً شعبياً ويحظى بإقبال شديد من كافة الأوساط والطبقات خاصة بعد التوصل إلى التعرف على العديد من مميزاته العلمية الباهرة. المميزات الطبية للعرقسوس تحتوى جذور العرقسوس على الكثير من المواد الفعالة ذات التأثير القوى في علاج العديد من الأمراض التي تصيب الجسم ومن الملاحظ أن العرقسوس له تأثير مماثل لعقار الكورتيزون ولكن بدون الأعراض الجانبية الغير مرغوب فيها. والتي تنشأ من استخدام الكورتيزون. مضاد للالتهابات يحتوى العرقسوس على مادة (Healivey)لها تأثير مضاد للالتهابات حيث أن هذه المادة تتمتع بخاصية الالتئام. دوره في علاج القرح يعتبر العرقسوس من أنجح النباتات الطبية المستخدمة في علاج القرحة. وكان الكورتيزون يستخدم كواحد من الأدوية في علاج القرح المعدية وقرح الإثني عشر لما له من تأثير مسكن للآلام فقط. أما العرقسوس وهو يحتوى على مادة لها تأثير قوى لعلاج القرحات بأنواعها لما له من خاصية الالتئام فيؤثر على الأغشية المخاطية الموجودة وكذلك الخلايا. وقد وُجد أخيراً أن للعرقسوس تأثيراً مضاداً للتقلصات (Spasmolytic) وكذلك له تأثير مهبط على الجهاز الباراسمبثاوي.. وبذلك يعمل العرقسوس على تهدئة حالة المعدة بهذين التأثيرين. الخلة والمادة الفعالة فيها هي الخلين …وهى تعتبر أهم وسائل علاج الذبحة الصدرية وتصلب الشرايين وتفتيت حصى الكلى وتوسيع الحالب حيث تناول المريض مغلي ملعقة صغيرة من بذر الخلة في كوب ماء ويشرب قبل الفطور. ومعظم أدوية هذه الأمراض مصنعة من الخلة.